فضاء حر

الشعب يريد إيقاف التسول

يمنات

خرجنا بثورة لننفض عن أجسادنا غبار التسول، وللتحرر من الاعتماد على الغير، خرجنا وكلنا أمل بتغيير حقيقي إلى الأفضل، حلمنا بدولة مستقلة حرة لا تمد يدها لأي(عاهر) ليذلنا ويتحكم بقرارنا ويشتري ضمائرنا بأمواله التي قدمها لنا، أجل لقد ضحينا بقوافل من الشهداء من خيرة شباب اليمن وبأعمار الزهور، لا لكي نعيش في دولة مهانة مسلوبة القرار، وما تحمل الجرحى آلامهم إلا ليروا دولة لا تتجاهل مطالبهم القانونية، في الوقت الذي نرى أن من جاؤوا على حساب أناتهم وآلامهم أصبحوا يمتلكون السيارات الفارهة والميزانيات الشهرية الخيالية، ويسكنون الأبراج العالية، ومع هذا لا تظهر عليهم أي علامة من علامات الخجل وهم يمدون أيديهم للشحت باسمنا وتحت ذريعة معاناتنا وأنات جرحانا، بل لقد قدمنا كل تلك التضحيات لنعيش في ظل دولة يحكمها الأحرار والشرفاء، يحكمها من يفضل الموت على أن يدنس سمعتها، يحكمها من يحرص على الريال الواحد ويسأل من أين أتى وكيف تم صرفه، يحكمنا من يعمل على بناء اقتصاد قوي ويرغمنا على أن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، أجل يا يمنيون لا نريد أن يحكمنا ولو لفترة مؤقتة من يتفاخر بالمساعدات التي تقدم من الدولة التي مازالت تسيطر على أراضينا وتنتهك كرامتنا، فنحن لا نريد مساعدات، وإنما نريد الاعتماد على أنفسنا وعلى خيرات بلدنا، لا نريد أن نظل بهذا الوضع معلقين مابين دعس الكرامة بالمعونات وبين التهديد بانهيار الاقتصاد والحروب الأهلية، علينا أن نفاخر بأنفسنا كيمنيين بأننا شعب حر لا نستسلم لرضوخ أصحاب هذه الأيادي التي تعودت على أن تمد يدها للغير كي تعيش حياة الرفاة، لا لكي تبني اقتصاد قوي، فلدينا النفط والثروة السمكية ومناجم الذهب وغيرها من خيرات بلدنا، ولدينا شعب لا يمانع من دفع الضرائب والزكاة وغيرها من الإتاوات، ومع هذا لدينا مسؤولين لا يمانعون من مد أيديهم لأي دولة كانت ليتسولوا باسمنا وبمعاناتنا، فقد كنا نعارض ونلوم الحكام السابقين على ممارسة مهنة التسول، ولكن للأسف الشديد طلعنا أشطر منهم وأكثر تفننا في ممارستها، فالطريق التي كان يسير عليها النظام السابق ببطء، وجدنا أنفسنا نسير عليها ولكن بطريقة أسرع..

فيا شعب اليمن أوقفوا الاعتمادات المالية التي تصرف لكل شيخ ومسؤول، وامنعوا صرف اعتمادات البنزين والديزل وغيرها التي تقدم لكل قائد عسكري، ووفروا الأموال التي تصرف لمفجري أنابيب النفط ومخربو خطوط الكهرباء، وطالبوا بالشفافية، وسترون كيف سيصبح بلدكم يمتلك ثروة هائلة تغنيكم عن التسول التي يفاخر بها من يحكمكم اليوم..

زر الذهاب إلى الأعلى